القناصة.. الملف الأكثر غموضا وتعقيدا في الثورة التونسية،
فمنذ أكثر من سنتين والملف لم يخرج من صيغته الأولى «سرّي للغاية»..
تصريحات كثيرة أكّدت أن القناصة حقيقة مؤلمة في أحداث الثورة وتسببوا في
سقوط عدد من الشهداء والجرحى..
شهود عيان أكّدوا أنهم شاهدوا قناصة في عدد من المباني
والجوامع.. القيادات الأمنية والوزراء والتي هي رهن الإيقاف اليوم، تضاربت
أقوالهم أثناء التحقيق حول حقيقة القناصة.. رئيس اللجنة الوطنية لاستقصاء
الحقائق يؤكد أن هناك عمليات قنص تمت في الثورة..
)ن. الح.) سجين سياسي سابق، اعتقله نظام بن علي على خلفية
انتمائه لحركة الاتجاه الاسلامي، زارنا في مقر الجريدة وأدلى لنا بحقائق
صادمة حول حقيقة القناصة، وأكّد أنه يتحمّل مسؤولية كل كلمة يقولها،
وبالنظر لخطورة ما أدلى به خيّرنا لاعتبارات أمنية عدم كشف هويته كاملة
وعدم نشر صورته خاصّة أنه أكّد لنا أنه عندما اتصل بوزارة العدل ليدلي
بالمعلومات التي يملكها تمّ تحذيره من كونه قد يقتل جرّاء ما يملكه من
معطيات..علما أن (ن. الح.) ينكب هذه الأيام مع إحدى الجمعيات الحقوقية
(التي خيرنا أيضا عدم ذكر اسمها حسب طلب محدّثنا)على عقد ندوة صحفية بعد
أيام قليلة لكشف كل ملابسات هذا الملف الذي يملك تفاصيله «حصريا» مراد
المهدوي حسب محدّثنا..
علاقة مراد المهدوي بملف القناصة
مراد المهدوي، رجل أعمال متزوّج بليليا ناصف ابنة شقيقة ليلى
الطرابلسي، وقع إيقافه بعد أن تم إيقاف زوجته مع بقية عائلة الطرابلسي
عندما حاولوا الفرار من مطار قرطاج عشية 14 جانفي، وتأتي عملية إيقاف مراد
المهدوي على خلفية تورّطه وزوجته في شبهات فساد وتجاوزات مالية لشركة BIEN
VU الاشهارية التي على ملكهما، ويفيد ملف الاحالة أنهما غنما من ديوان
السياحة ومن خلال هذه الشركة عشرات المليارات للترويج للسياحة التونسية
بالخارج بالاضافة الى تورّط المهدوي في قضية المقاطع مع رجل الأعمال الآخر
خالد القبي الموقوف أيضا..
ويملك مراد المهدوي، بالإضافة إلى شركة الإشهار نزل «الروسوريول» وهذا النزل هو السرّ الكبير في ملف القناصة..
عندما التقينا (ن. الح.) ذكر لنا أنه مطلع على حيثيات الملف
باعتبار علاقة القرابة التي تجمعه بالمهدوي كما أنه يملك كل المؤيدات
والمعطيات التي تقيم الدليل القاطع على كل ما يقوله، ومستعدّ للإدلاء بها
لكن مع ضمانات أن لا تتم المتاجرة والسمسرة بالملف..
وحول علاقة مراد المهدوي بملف القناصة، يقول (ن. الح.) إن
القناصة وقع إيواؤهم في النزل الواقع في منطقة الحمامات الجنوبية والذي
يملكه مراد المهدوي، وذلك بتعليمات من مسؤول رفيع المستوى في الدولة على
علاقة مباشرة بقصر قرطاج والرئيس المخلوع.. وذلك ابان أحداث الثورة، وأن
هناك وثائق تثبت صحة هذه المعطيات..
ووجود هذه العناصر موثق صورة وصوتا وبالأسماء والملف برمته
يملكه مراد المهدوي ولن يكشف عنه الاّ اذا وقع اطلاق سراحه ولو سراحا
شرطيا، فانه مستعد لعقد ندوة صحفية أمام كل وسائل الاعلام الدولية والمحلية
والادلاء «بكل التفاصيل الخطيرة» التي يعلمها..
القناصة من أوكرانيا..
سألت محدّثي عن جنسية هذه العناصر فأكّد «القناصة يحملون
الجنسية الأوكرانية، وقد قدموا الى بلادنا بصفة رسمية أي عبر المطار ولم
يتسللوا خلسة الى بلادنا وقد قاموا بعمليات قنص فعلية أودت بحياة عدد من
الشهداء والجرحى.. ولدينا ما يثبت ذلك والملف برمته في مكان سرّي سيكشف عنه
في الوقت المناسب.. ».
ويضيف محدّثنا «قيادات أمنية وسياسيون ووزراء على علم بهذه
المعطيات لكن مصلحتهم تقتضي أن لا تكشف هذه التفاصيل لأنها ستطيح بعدد من
الرموز السياسية خاصّة..
إن مراد المهدوي الذي زجّ به زمن حكومة الباجي قايد السبسي
ونظرت في ملفه أربع دوائر صيفية لكن لم تفرج عنه رغم أن الحجج التي ضدّه
واهية وهو على استعداد الكامل للمحاسبة والإدانة إذا ثبت تورّطه في ما نسب
إليه، هذا الملف بالذات يقف وراء محاولة الإبقاء عليه في السجن وعدم سماع
أقواله.. رغم أنه طلب في رسالة خطية أرسلها الى قاضي التحقيق السادس
بالمحكمة الابتدائية بتونس، بعد شهرين من اعتقاله لكن هذه الرسالة أهملت
رغم أنه ذكر فيها أنه يملك معلومات خطيرة عن ملف القناصة ويريد من قاضي
التحقيق أن يستمع الى افادته في هذا الملف بالذات »…
سألت محدّثي: حسب المعطيات التي تقول أنك تملكها ولا تفضّل
الكشف عنها اليوم.. هل كان هؤلاء من المرتزقة في أوكرانيا أم يتبعون أجهزة
رسمية في هذا البلد؟
فأجاب «من المستبعد أن يكون هؤلاء من المرتزقة.. فمن المفروض
أن يكونوا على مستوى عال من الدربة والخبرة.. فعمل بهذه الخطورة يتطلّب
مؤهلات عالية تنعدم معها نسبة الخطإ ومن الممكن أن يكونوا من أجهزة
رسمية »..
سألته أيضا ما إذا كانوا دخلوا إلى تونس من المطار أم تسللوا عبر الحدود؟
فأجابنا «لقد دخلوا بصفة طبيعية من المطار، واستمارات الدخول
الى أراضينا موجودة في المطار وباستطاعة السلط المعنية والهياكل المهتمة
بالموضوع الرجوع الى قائمة القادمين والمغادرين وسيكتشفون أنهم دخلوا بصفة
قانونية.. وأنهم نزلوا في النزل المذكور (اللهم إلا إذا محيت كل الأدلة
والقرائن(.
ويضيف محدّثنا: «وأشير إلى أن هؤلاء وعند تواجدهم في تونس
وقعت نقلتهم من نزل «الروسوريول» الى نزل آخر بالحمامات.. وكذلك أمضوا ليلة
بمنزل بجهة قمرت.. فهم مجموعة كانت تشرف على إقامتهم الدولة بكل هياكلها
في ذلك الوقت.. وأعتقد جازما أن علي السرياطي وعادل التويري ورفيق بلحاج
قاسم كانوا على بينة من هذا الملف »…
فندق « القناصة » وعلاقته بابن أخ بن لادن
سألت (ن. الح.) «لكن ما تعليقك على الباجي قايد السبسي عندما
قال أن القناصة إشاعة؟».. فأكّد لنا «لعله بذلك أراد صرف اهتمام الرأي
العام عن هذا الملف الذي سيبقى ملفا حارقا وكل الشعب التونسي يطالب بازالة
الغموض عنه.. وأريد أن أشير أن مراد المهدوي زجّ به في السجن زمن الباجي
قايد السبسي.. وأنا أعتقد أن عملية الزج بالمهدوي ليست بريئة في مجملها لأن
ما يملكه من معطيات ووثائق حول هذا الملف الذي يراد قبره وتجاوزه، قد تدين
أكثر من طرف فاعل اليوم في الساحة السياسية والأمنية.. لكن جرم مراد
المهدوي أنه تحت يده الملف الأكثر خطورة وتعقيدا وهو ملف القناصة »…
سألته أيضا: «أنت تؤكّد أن هذا الملف بالمعطيات التي ذكرتها والتي ما زلت تتكتم على جزء منها سيكشف عنه قريبا لوسائل الاعلام؟ ».
فأفادنا «سيكشف عن هذا الملف بكل حيثياته، كما أن هناك من في
السلطة الحالية على علم بهذا الملف.. وزير عدل سابق على علم بهذه القضية..
وأريد أن أشير إلى أن النزل المذكور والذي هو على ملك مراد
المهدوي أرادوا تفليسه لكي يشتريه طرف في الحكومة السابقة.. كما أن هناك
أخبارا راجت مفادها أن ابن أخ أسامة بن لادن عندما كان في تونس، نزل بهذا
الفندق وهناك من أصرّ لنا أنه أراد أن يشتريه خاصّة أن الفندق فريد من نوعه
في شمال افريقيا باعتباره فندقا «إيكولوجيا» وصديقا للبيئة »…
سألته أيضا عن بقية الوثائق التي تثبت هوية القناصة وكيفية دخولهم للتراب التونسي وكيفية حصول مراد المهد وي عليها؟
فأجاب « من سلّمه الوثائق هو مصدر أمني »…
ويضيف «ولذلك نحن كعائلة نخشى على حياته ولعل ذلك ما يفسّر
صمتنا طوال هذه المدة.. نحن فقط نريد من التونسيين والقضاء أن يستمع إلى
إفادة مراد المهدوي حول هذا الملف الذي لن تتمّ المصالحة الوطنية دون كشف
أسراره وحيثياته للرأي العام.. وإذا ثبت بحقه ما يدين فهو مستعدّ
للمحاسبة».
نرجو من مستخدمي الموقع الكرام عدم إضافة أي تعليق يمس أو يسيء للأديان أو المعتقدات أو المقدسات. ونرجو عدم استخدام خدمة التعليقات في الترويج لأي إعلانات. كما نرجو ألا يتضمن التعليق السباب أو أي ألفاظ تخدش الحياء والذوق العام تجاه أي شخصيات عامة أو غير عامة.